للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وعن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت وا ثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه فوالله ما كهرني (١) ، ولا ضربني، ولا شتمني (٢) قال: " إن هذه الصلاة، لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "، أو كما قال رسول الله.. (ثم قال معاوية في تمام الحديث) .. قال: وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أحد والجوانية (٣) فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله فعظم ذلك علي قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال: ائتني بها، فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال أعتقها فإنها مؤمنة» (٤) .


(١) كهرني: أي ما انتهرني، والكهر الانتهار قاله أبو عبيد. وفي النهاية يقال كهره إذا زجره واستقبله بوجه عبوس (عون المعبود ٣ / ٩٢٦) .
(٢) ولا شتمني: في رواية أبي داود (ولا سبني) : أراد نفي أواع الزجر والعنف وإثبات كمال الإحسان واللطف. (عون المعبود ٣ / ٩٢٦) .
(٣) قبل أحد والجوانية: موضع بقرب أحد شمالي المدينة (عون المعبود ٣ / ٩٢٦) .
(٤) مسلم في كتاب المساجد. واللفظ له / وأبو داود في كتاب الصلاة وصححه الألباني / والنسائي في كتاب السهو / وأحمد في باقي مسند المكثرين / ومالك في العتق والولاء.

<<  <   >  >>