للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- قال: «استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني أسد يقال له ابن اللتبية على صدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي: فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إليه أم لا» ؟ .. " الحديث (١) .

وفي هذه الواقعة، قوله صلى الله عليه وسلم: «ما بال العامل نبعثه» ، حيث لم يفصح الرسول صلى الله عليه وسلم عن اسمه مع أن كثيراً من الصحابة يعلمون هذا الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما بال العامل نبعثه» ، ولكن لما كان القصد هو التحذير من الفعل المذموم وبيان ضرره وسوء عاقبته حتى لا يقع في الآخرون، شهر بالفعل دون الفاعل، إذ ليس هناك مصلحة ترجى من ذكر اسم الفاعل. وحول هذا الحديث وهذا المعنى يشير ابن حجر بقوله: وفيه أن من رأى متأولاً أخطأ في تأويل يضر من أخذ به أن يشهر القول للناس ويبين خطأه ليحذر من الاغترار به (٢)


(١) البخاري في كتاب الأحكام / مسلم في الإمارة / أحمد في باقي مسند الأنصار / أبو داود في الخراج والإمارة والفيء / والدارمي في الزكاة
(٢) فتح الباري. كتاب الأحكام (١٣ / ١٧٩) باب هدايا العمال غلول.

<<  <   >  >>