للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله في «التوحيد» (٢/ ٥١٢):

«وقوله: «نور أنى أراه». يحتمل معنيين: أحدهما نفي؛ أي: كيف أراه، وهو نور؟ والمعنى الثاني: أي: كيف رأيته وأين رأيته وهو نور لا تدركه الأبصار ... » اهـ (١).

• ويؤيد عد هذا الاسم ضمن الأسماء الحسنى أن الأمة تلقت هذا الاسم بالقبول، وأن أحدا من السلف الصالح لم ينكره، كما سيأتي في كلام الإمام ابن القيم قريبا. فهذا الاسم تتوفر فيه كل الشروط التي اشترطها الدكتور في إحصاء الأسماء الحسنى، فقد ورد في السنة مطلقا منونا مفردا مرادا به العَلَمِيَّة ودالَّا على كمال الوصفية.

قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (٦/ ٣٨٦):

«النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمى الله نور السماوات والأرض، وقد أخبر النص أن الله نور، وأخبر أنه يحتجب بالنور. فهذه ثلاثة أنوار في النص» اهـ (٢).

وقال الإمام الإقليشي في «الإنباء» (ق: ٨٧/ أ):

«وتسمية الله نورا صحيح في الشرع والنظر. أما الشرع: فقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: ٣٥]، فإن احتج المحتج وقال: أراد منير السماوات والأرض، أو هادي أهل السماوات والأرض، وأبى من


(١) وانظر كلام الإمام ابن القيم الآتي قريبًا.
(٢) وانظر كذلك «مجموع الفتاوى» (٦/ ٣٩٢).

<<  <   >  >>