للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وقد نرى بعض الخطباء إذا تكلم لا يكاد يبين، كأنه من الأعجمين، ينطق بالحرف مقلوبًا، ويجعل المرفوع منصوبًا، ملأ خطبته عيوبًا، وندوبًا، وثقوبًا، غضب منه في النحو سيبويه، وفي اللغة نفطويه، وفي الحديث راهويه، وفي الشعر مُتَنَبِّيوَيْه.

الخطيب البارع يأسر القلوب أسرًا، ويسري بالأرواح، فسبحان من أسرى، ويسترق الضمائر فإما منًّا بعد وإما فداء، وله على مستعمرات النفوس احتلال واستيلاء.

الخطيب الملهم يكتب على صفحات القلوب رسائل من التأثير، في العقول صورًا من براعة التعبير، ويبني في الأفئدة خيامًا من جلال التصوير، هل تمل من الروضة الغنّاء إذا غنى فيها العندليب، وحل بها الحبيب، وأطفأ نسيمها اللهيب، وكذلك الخطيب النجيب، في خطبه روضات من الجمال، وبساتين من الجلال، ودواوين من الكمال) المسك والعنبر

<<  <   >  >>