للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رمضان وتربية الأولاد (٣)

الحمد لله، والصلاة والسلام على النبي رسول الله، أما بعد:

فقد كان الحديث سالفًا يدور حول السبل المعينة على تربية الأولاد، والحديث هاهنا إكمال لما مضى.

فمما يعين على تربية الأولاد ونُضجهم: أن ينمي الوالد الشجاعةَ الأدبيةَ في نفس الولد؛ وذلك بإشعاره بقيمته، وزرع الثقة في نفسه، حتى يعيش كريمًا شجاعًا صريحًا جريئًا في إبداء آرائه في حدود الأدب واللياقة؛ بعيدًا عن الإسفاف والصفاقة؛ فهذا النمطُ من التربيةِ يشعره بالطمأنينة، ويكسبه القوةَ والاعتبارَ، ويزيل عنه الترددَ، والخوفَ، والهوانَ، والصَّغارَ.

ومما يحسن بالوالد في هذا الصدد: أن يستشير أولادَه في بعض الأمور؛ كأن يستشيرَهم فيما يتعلقُ بالمنزل، أو لونِ السيارة التي سيشتريها، أو أن يأخذ رأيهم في مكان الرحلة أو زمانها، ثم يوازن بين آرائهم، ويستخرج ما لديهم من أفكار، ويطلب من كل واحد منهم أن يبدي مسوغاته، وأسباب اختياره لهذا الرأي وهكذا؛ فكم في مثل هذا العمل من زرع للثقة في نفوس الأولاد، وإشعار لهم بقيمتهم، وكم فيه من تدريب لهم على تحريك أذهانهم، وشحذ قرائحهم، وكم فيه من تعويد لهم على التعبير عن آرائهم.

<<  <   >  >>