الحمد لله الذي أمر بذكره، ووعد الذاكرين بثوابه وجزيل فضله، والصلاة والسلام على إمام الذاكرين، وقدوة الناس أجمعين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن رمضانَ موسمُ الخيرات، وميدان التنافس في القربات.
وإن ذكر الله - عز وجل - لمن أعظم ما يُتقرب به، وأجلِّ ما يسابق ويتنافس عليه؛ إذ هو المقصود الأعظم في مشروعية العبادات؛ فما شرعت الصلاة إلا لإقامة ذكر الله {فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}(طه: من الآية ١٤) .
ولا شُرِعَ الطوافُ بالبيت العتيق، ولا رميُ الجمار، ولا السعي بين الصفا والمروة، إلا لإقامة ذكر الله - عز وجل - وهكذا بقية الأعمال الصالحة.
ونصوص الشرع متضافرةٌ متظاهرةٌ على فضل الذكر، وعموم نفعه، والثناء على أهله، والحث على الإكثار منه.