ومن بركات السحور حصولُ الصلاةِ من الله وملائكته على المتسحِّرين، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا:«إن الله وملائكته يصلون على المتسحِّرين» رواه ابن حبان، والطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني. ومن بركات السحور أن فيه مدافعةً لسوء الخلق الذي قد ينشأ عن الجوع.
ومن بركاته أن وقت السحور وقت مبارك؛ فهو وقت النزول الإلهي - كما يليق بجلال الله وعظمته - قال النبي صلى الله عليه وسلم:«ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر؛ فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَه، من يستغفرُني فأغفرَ له» رواه البخاري.
ومن ذلك أن وقتَ السحرِ من أفضل أوقات الاستغفار إن لم يكن أفضلَها، كيف وقد أثنى الله - عز وجل - على المستغفرين في ذلك الوقت بقوله:{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}(آل عمران: من الآية ١٧) . وقوله:{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(الذاريات: ١٨) .
فالقيام للسحور سببٌ لإدراك هذه الفضيلة، ونيلِ بركات الاستغفار المتعدِّدة.