للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- متحدثًا عن الإخلاص وفضله وأهميته: "بل إخلاص الدين لله هو الدين الذي لا يقبل الله سواه، وهو الذي بعث به الأولين والآخرين من الرسل، وأنزل به جميع الكتب، واتفق عليه أئمة أهل الإيمان، وهو خلاصة الدعوة النبوية، وهو قطب رحى القرآن الذي تدور عليه رحاه".

إلى أن قال -رحمه الله-: "قال -تعالى- في حق يوسف: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} .

فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور المحرمة، والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله.

ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله، والإخلاص له بحيث تغلبه نفسه على اتباع هواها.

فإذا ذاق طعم الإخلاص، وقوي قلبه انقهر بلا علاج " اهـ.

معاشر الصائمين هذا هو مفهوم الإخلاص، وذلك شيء من أهميته وفضله.

هذا وإن للصيام أثرًا عظيمًا في تربية النفوس على فضيلة الإخلاص، وألا يراعى في الأعمال غيرُ وجه الله-جل وعلا-.

ذلكم أن الصائم يصوم إيمانًا واحتسابًا، ويدع شهوته وطعامه وشرابه من أجل الله -تعالى- وأيُّ درسٍ في الإخلاص أعظمُ من هذا الدرس؟

<<  <   >  >>