وإن من عجائب حكمة الله أن جعل مع الفضيلة ثوابَها من الصحة، والنشاط، وحُسن الأحدوثة.
وجعل مع الرذيلة عقابَها من المرض، والحِطَّة، وسوء السمعة.
ولو لم يأتِ من فضائل العفة، إلا أن يسلمَ الإنسانُ من شرور الفواحش، وينأى بنفسه عن أضرارها المتنوعة، كيف وقد قال الله - عز وجل -: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ} .
ولا ريب أن أعظمَ الفواحش فاحشتا اللواط والزنا، قال ابن القيم -رحمه الله- متحدثًا عن تلك الفاحشتين:"فليس في الذنوب أفسدُ للقلب والدين، من هاتين الفاحشتين، ولهما خاصِّيَّةٌ في تبعيد القلب من الله؛ فإنهما من أعظم الخبائث، فإذا انصبغ القلبُ بهما بَعُد ممن هو طيب، لا يصعدُ إليه إلا طيب، وكلما ازداد خبثًا ازداد من الله بعدًا".
وقال - رحمه الله - مبينًا أضرار اللواط: "فإنه يحدث الهمَّ، والغمَّ، والنفرةَ، عن الفاعل والمفعول.
وأيضا؛ فإنه يسوّد الوجه، ويظلم الصدرَ، ويطمس نورَ القلب، ويكسو الوجه وحشةً تصير كالسيماء، يعرفها من له أدنى فِراسة.
وأيضًا؛ فإنه يوجب النُّفْرةَ، والتباغضَ الشديدَ، والتقاطع بين الفاعل والمفعول ولا بد.