للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما خبرُ عادٍ وثمودَ وغيرهما من الأمم بغريب على من يقرأ القرآن {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي} {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}

تلك هي نهايةُ الأمم التي أخذت من القوة المادية بأعلى نصيب، ولكنها خِلْوٌ من القوة الروحية والمعنوية.

وأما القوةُ المعنويةُ وحدها دون سند من القوة المادية -فيقرر الإسلام أنه لا سبيلَ لها إلى النصر، ولا شأنَ لها في توجيهِ الحياة؛ فسُنَنُ اللهِ ماضيةٌ، لا تحابي أحدًا كائنًا من كان.

لا خيرَ في حقٍّ إذا لم تَحْمِه ... حَلَقُ الحديدِ وألسنُ النيرانِِ

وقد رأينا أممًا وشعوبًا عاشت في التاريخ هضيمةَ الحقِّ، كسيرةَ الجناح، تُسام في ديارها الخسفَ والهوانَ؛ لأنها لم تَسْلُكْ سبلَ القوة؛ فانهزمت أمام الأقوياء.

<<  <   >  >>