فإن الناظر بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية يعلم فضل الدعوة إلى الله وضرورة القيام بها، إلا أن الدعوة إلى الله ليست عبئًا على الداعي فيلقى ما عنده ليتخلص من تبعاتها؛ بل إن الداعي الناجح هو من يكون هدفه إنقاذ الناس من النار، لذا فإن دعوته تتغير باختلاف أحوال الناس وما يحيط بهم حتى يتحقق مراده - وهو استجابة الناس لأمر ربهم -.
لذا رأينا إصدار هذا الدليل عونًا للدعاة إلى الله؛ نهدف من ذلك الدلالة على الفرص الدعوية التي يمكن أن يستخدمها الداعية بالأماكن المختلفة حتى تفتح له آفاقًا أوسع وبدائل أكثر ويتحقق هدفه - بإذن الله -، ولا ندعي بأن هذا الدليل يحوي كل الفرص والوسائل الدعوية؛ كلا، بل إن حصرها متعذر، لكن لا أقل من جمع عدد وافر منها تكون بداية للبحث عن فرص ووسائل أخرى وابتكارات غيرها (١) .
ولا شك أن الداعية إلى الله تعالى لا يكون ناجحًا موفقًا مسددًا بدعوته إلا عند تحقيقه إخلاصا لله ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم بجميع الأمور، كما عليه أن يراعي عند دعوته الأمور التالية:
١- الدعاء والابتهال إلى الله بالتوفيق.
٢- النصح والشفقة للمدعوين.
(١) - وإني أرجو ممن لديه إضافات أن يزودنا بها حتى يتم نشرها بالطبعات القادمة بإذن الله.