للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكما أن الجهاد باليد لا بد من إعداد العدة فيه وإلا كان ملوما على تفريطه فكذا الجهادُ في ميدان اللسان والكلمة بل أمرُهُ أخطر وأشدُّ من الجهاد باليد فإنَّ غاية المجاهد في سبيل الله بيده إذا خسر المعركة أنْ يُقتلَ في سبيل الله ولا يلام عند عامة المسلمين على تفريطه في اتخاذ العُدد كما يلام من يتخلف عن إعداد العدة لمواجهة الكفر في ميدان النظر والمجادلة وذلك أن الإسلام منصور دوما وأبدا في مقام الحجة والظهور بخلاف الظهور بالسيف فإنه يكون مرة له ومرة عليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وقد ينهون عن المجادلة والمناظرة إذا كان المناظرُ ضعيفَ العلم بالحجة وجواب الشبهة فيخاف عليه أن يفسده ذلك المضل كما ينهى ذلك الضعيف في المقاتلة أن يقاتل علجا قويا من علوج الكفار فإنَّ ذلك يضره ويضر المسلمين بلا منفعة)) (١) أهـ.


(١) درء تعارض العقل والنقل (٧ / ١٧٣) .

<<  <   >  >>