للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وربما ظنَّ ظان أن مجرد مناظرة أهل الكتاب فيها تنازل عن الحق ومخالفة لوجوب الصدع بالحق وهذا الظن ليس بشيء لأننا في هذا المقام نتكلم بطريق التنزل مع الخصم وهي من طريقة القرآن ولهذا فإننا - كما يقول شيخ الإسلام -: (( ... نتنزل لليهودي والنصراني في مناظرته وإنْ كنا عالمين ببطلان ما يقوله اتباعا لقوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [سورة النحل ١٦ / ١٢٥] وقوله: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [سورة العنكبوت ٢٩ / ٤٦] وإلا فعلمنا ببطلان ما يعارضون به القرآن والرسول ويصدون به عن سواء السبيل وإن جعلوه من المعقول بالبرهان أعظم من أن يبسط في هذا المكان)) . (١)

وهذا الصدع لا يعني ترك أدب الجدال والحوار أو التخلي عن أخلاق وآداب الإسلام فالمسلم هو المسلم في كل الأحوال وإنما يصول ويجول بالله ولله لا بنفسه ولا لهواه.


(١) درء التعارض (١ / ١٨٨) .

<<  <   >  >>