للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (١) .

هذا هو المحك والمعيار، فمن أخذ به واستوعبه بارك الله في دعوته ووفقه، ويكون بذلك قد نقى ساحة دعوته من الشوائب والأمراض التي تمحق بركة الدعوات.

فإخراج الناس من الظلمات إلى النور هو الهدف الأول، ثم يأتي التمكين بعد ذلك، أما إذا اختلف الترتيب المنطقي للدعوة، كتجميع الناس حول فكرة ثم يأتي الإنقاذ من النار بعد ذلك؛ فهذا هو الاختزال المذموم.

ولنتأمل معًا هذه الأمثلة:

الغلام الذي أشار على الملك وقال له: ((إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به..)) إلى أن قال: ((قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني؛ فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني)) (٢) .. ماذا حقق! أنقذ الناس من النار ومات شهيدًا في سبيل الله.

الغلام اليهودي الذي نطق الشهادة وهو يحتضر والرسول، يحاول معه حتى النهاية، فحينما نطق الشهادة قال الرسول: ((الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)) (٣) .

ترى ماذا تستفيد الدعوة من غلام يهودي ينازع الموت، إنها الشفقة على الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

الفتوحات الإسلامية بلغت ذروتها بعد وفاة الرسول.


(١) يس.
(٢) رواه مسلم.
(٣) رواه أبو داود.

<<  <   >  >>