للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١- الانتقائية: لقد أصبحت هناك معايير لدعوة الناس، مثل التركيز على فئة دون أخرى، وأفراد دون آخرين، فهذا لا يدعو إلا الأذكياء، أما غيرهم فلا مكان لهم في دعوته، وآخر لا يدعو إلا التجار، وأما الفقراء فلا مولى لهم، وثالث يبحث عن المصلين، وأما المجرمين أو المدمنين أو حتى المطربين؛ فهؤلاء قد حكم عليهم بأنهم حثالة المجتمع، فلا يحق لهم البقاء بيننا فضلًا عن دعوتهم، كم سُمعت عبارات (فلان ساذج، فلان بسيط، فلان فاسق) !! فكم من مدمن صار شهيدًا في سبيل الله، وكم من مطرب صار إمامًا حافظًا لكتاب الله، وكم من بسيط على حد زعم البعض صار يدًا حانية على الفقراء والمساكين واليتامى! ولم يعاتب الله سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم ـ في سورة عبس ـ إلا لنبذ فكرة الانتقائية في الدعوة.

إن الرسول قد جاء بشريعة كاملة ودين عظيم، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١) .

إنه مشروع إسلامي لجميع الفئات، فلماذا نجزئ مشروع الإسلام ثم نتنازع بعد ذلك؟!


(١) المائدة.

<<  <   >  >>