للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان الإسلام حرم الدخول إلى بيوت الناس والنظر إلى داخلها بغير إذن، فإنه - أيضا - حرم التجسس يقول سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} (١) .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» (٢) .

وعن معاوية -رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم» (٣) .

أما إذا جاهر الشخص بمعصيته سواء كانت مرئية كأن يخرج عند بابه ويضع الفيديو إلى جواره وفيه أفلام خليعة.. أو كانت مسموعة كأن يضع بآلة التسجيل شريطا به غناء ماجن أو موسيقى وغير ذلك، أو كانت مشمومة كأن تظهر رائحة الخمر والمسكر بحيث يشمها من هو خارج المنزل أو قريبا منه، ويتكلم معه، فإنه إذا فعل ذلك يكون قد أضاع الحق الذي أعطاه الإسلام له، ويكون بذلك قد عرض نفسه للإهانة والردع (٤) .


(١) سورة الحجرات، الآية ١٢.
(٢) صحيح البخاري مع الفتح، ١٠ / ٤٨٤، كتاب الأدب، باب (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ) .. رقم ٦٠٦٦.
(٣) سنن أبي داود، ٥ / ١٩٩، كتاب الأدب، باب في النهي عن التجسس، رقم ٤٨٨٨، وصححه النووي، انظر رياض الصالحين، ص ٥٩٦، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة.
(٤) انظر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، د / عبد العزيز المسعود، ١ / ٢٢١ بتصرف.

<<  <   >  >>