للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين رأى كثرة من معه: لن نغلب اليوم من قلة (١) أي: إن مثل هذا الجيش في كثرة عدده لا يغلب إلا من أمور معنوية تتعلق بنفوس أفراده، تتعلق بإيمانهم وقوة أرواحهم واخلاصهم وتضحياتهم، وقد وضع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك قاعدة جليلة، وهي أن النصر لا يكون بكثرة العدد، ولا بجودة السلاح، وإنما يكون بشيء معنوي يغمر نفوس المحاربين، ويدفعهم إلى التضحية والفداء، وقد أكد القرآن الكريم على هذا في غير موضع، فقال تعالى: ?كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين? [البقرة: ٢٤٩].

وفي الآيات التي نزلت بعد انتهاء المعركة ما يشير بصراحة إلى هذا المعنى: ?ويوم حنينٍ إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا، وذلك جزاء الكافرين? [التوبة: ٢٥ - ٢٦].

٤ - وفي قول بعض المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم في طريقهم إلى المعركة: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، وفي جواب الرسول صلى الله عليه وسلم: قلتم - والذي نفس محمد بيده - كما قال قوم موسى لموسى: ?اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة،


(١) لم يثبت هذا من قوله صلى الله عليه وسلم، فقد رواه ابن اسحاق في المغازي، وفي سنده انقطاع وجهالة، وقبل: القائل ذلك، سلمة بن سلامة بن وقش، وقيل: أبو بكر الصديق، وقيل: العباس، وقيل: رجل من بني بكر.

<<  <   >  >>