الله عليه وسلم على كل ما تفيض به الدنيا من مال ومتاع، ولما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة لهم، ولأولادهم ولأولاد أولادهم، سالت مدامعهم فرحاً بعناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ودعوته المستجابة لهم، فهل بعد هذا دليل على صدق الايمان، وهل هناك حب أسمى وأروع من هذا الحب؟ رضي الله عنهم وأرضاهم، وخلَّد ذكراهم في العالمين، وألحقنا بهم في جنات النعيم، مع رسوله الحبيب العظيم، والذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والمقربين.
وأخيراً فان هذا الموقف وما جرى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنصار، مما يجب أن يتذكره كل داعية، وأن يحفظه كل طالب علم، فانه مما يزيد في الايمان، ويهيج لواعج الحب والشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.
الفصل السادس - في أهم الأحداث التي وقعت بعد فتح مكة إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
[تحطيم الأصنام]
كان إبراهيم عليه السلام - وهو أبو الأنبياء بعد نوح - ممن حارب الوثنية في قومه، حتى حاول قومه إحراقه بالنار. كما يحكي القرآن الكريم، ولما جاء إلى مكة أودع ولده إسماعيل عليه السلام فيها مع أمه، فلما شب اسماعيل عليه السلام بنيا الكعبة معاً لتكون بيتاً يعبد الله عنده، ويحج الناس اليه، وتكاثر ولد اسماعيل - وهم العرب المستعربة، كما يسميهم المؤرخون - واستمروا لا يعرفون عبادة الأوثان