للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبادتها بعدك لموتك، فقال أبو أحيحة: الآن علمت أن لي خليفة! .. وأعجبه شدة نصبه في عبادتها (١).

فلما كان عام الفتح دعا النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، وأمره أن ينطلق بهدمها، فلما جاءها خالد، قال سادنها ديبة بن حرمي الشيباني:

أعُزاء شدِّي شدة لا تكذبي ... على خالد أَلقي الخمار وشمري

فانك إلا تقتلي اليوم خالدا ... تبوئي بذلٍّ عاجل وتنصرَّي

فقال خالد:

يا عُزَّ كفرانك لا غفرانك ... إني رأيت الله قد أهانك

وقد زعموا أنها كنت حبشية، نافشة شعرها، واضعة يدها على عاتقها في داخل شجرة كان قد قطعها خالد، فبرزت له بهذا الشكل، فضربها ففلق رأسها، فاذا هي حممة (أي كالفحم) فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأداء مهمته، قال عليه الصلاة والسلام: تلك العزى، ولا عزى بعدها للعرب، أما إنها لن تعبد بعد اليوم. تلك هي أشهر أصنام العرب في الجاهلية، وهي التي ذكرها القرآن الكريم بقوله: ?أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى? [النجم: ١٩ - ٢٠].

ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الحرام يوم فتح مكة، رأى صور الملائكة وغيرهم، فرأى ابراهيم عليه السلام مصوراً في يده الأزلام يستقسم بها، فقال: قاتلهم الله جعلوا شيخنا يستقسم


(١) الأصنام للكلبي: ص ٢٣.

<<  <   >  >>