للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وصورة ابن الرومي عن سحر المرأة:-

ليس فيما كسبت من حلل الحسن ... ولا في هواي من مستزاد١

وقوله:

أهي شيء لا تسأم العين منه ... أم له كل ساعة تجديد٢

فالنواسي يؤدي إليك تأثير جمال المرأة وسحرها في النفس، في صورة بلغت غاية السخف؛ لأن عيون الرجال خرجت من مكانها، وانفصلت عن وجوههم، وهذا بعيد عن مفهوم الصورة، والسنن الغنى الرائع فيها، وهو أن يترك الشاعر للصورة تأدية التأثير، لما تنطق به من آيات الفن وسحر التكوين كبيتي ابن الرومي، الذي ترك القارئ يتخيل الجمال ويتعرف على مصادره؛ لأن ابن الرومي ضرب المثل الأعلى في الجمال، مما يجعل خيال القارئ، دون ما تخيل ابن الرومي، يقول المازني:

"لأن وظيفة المصور ليست أن يؤدي إليك التأثير، بل أن يدع الصورة تؤثر بذاتها، وبما تنطق به دون أن يعالج أداء الأثر الذي تحدثه"٣.

والمازني يرى أن الصورة ليست هي مجرد الشكل الذي يقابل المضمون، ولكنها تصدر عن الوسائل الفنية للشكل وهو ما يفيده النظم عند الإمام عبد القاهر، إلا أنه تناولها في عمق وجدة تبدو في أمور:-

أ- وضح مفهوم الصورة على وجه التقريب، وتكون في تناول المنظر المراد تصويره من خلال خواطر الشاعر وأحاسيسه وتلوينها بذات نفسه وعاطفته.


١ الديوان المخطوط ورقة ٢٣٤ ج٢.
٢ المخطوط ٢٥٦، ج٢.
٣ المرجع السابق ١٣٦، ١٣٧، وهو حصاد الهشيم: المازني.

<<  <   >  >>