للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهي ما عبر عنه بالنظم، وما يعبر النقاد عنه بالشكل أو الصورة، فمن مجموع العلاقات بين الألفاظ في النص الأدبي تتكون الصورة، وفيها تظهر البلاغة أو الجمالية، وهذه هي أساس نظرية التحليل اللغوي عند سوسيسر السويسرى، وهي نظرية سبق إليها عبد القاهر ناقدنا الكبير. فاللفظ والمعنى لا يمكن فصلهما عن بعض، إنهما وجه الصورة وعمادها وهذه نظرية الكثير من النقاد العالميين، وبخاصة النقاد الجماليون"١.

ويحدد معالم الصورة فيقول: "وأما الصور الشعرية فنعني بذلك أنك حين تقرأ للشاعر قطعة يكون الشيء كأنه مرسوم أمامك. بوضوح شديد ومجسم "بارز" تجاه بصرك٢.

وما أشار إليه ووضحه هو ما عبر عنه الدكتور ناجي حيث يرى أن الشعر يجب أن يكون أسلوبه معبرًا بالصور أي يرسم الأسلوب مواقف الشاعر وأفكاره وتجاربه وانفعالاته رسمًا معبرًا قويًّا واضحًا بحيث تصبح فكرة الشاعر مصورة في صورة حقيقية تزخر بالعاطفة والتجربة والانفعال، ولا مجرد تصوير عادي ميت، وتصبح وكأنك أمام مناظر متحركة موحية مؤثرة٣.

وهو ما ذكره د. خفاجي "في كتابيه" "مذاهب الأدب" و"نداء الحياة" إثر ما كتبه بعض شباب الشعراء ممن ذهبوا إلى أن الشعر صورة فقط"٤.


١ منهج عبد القاهر في كتابه دلائل الإعجاز تحقيق الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ص٢٠.
٢ الأدب العربي الحديث ومدارسه. الحلقة الأولى: د. خفاجي ص٢٧٠ المحمدية.
٣ مجلة أبولو ديسمبر ١٩٣٢م.
٤ دراسات في النقد الأدبي: د. خفاجي ص٢٩٤.

<<  <   >  >>