للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشكل أي الصورة، وإلا خرج الكلام من باب الأدب إلى باب العلم، ولا نطغى الصورة على المضمون وإلا كان الكلام أدبًا لفظيًّا لا قيمة له في باب الفكر"١.

ويحدد عناصر الصورة الأدبية في الدلالة المعنوية للفظ فيها والعبارة، ثم المؤثرات الأخرى في دلالتها من الإيقاع الموسيقي والصور والظلال، التي توحي بها العبارات ثم تناول الموضوع وحسن عرضه وتنسيقه، وروعة الخيال، ووحدة العمل الأدبي وأصالة الأديب، وظهور شخصيته في التصوير والوحي فيه، ويوضح هذه العناصر بالتفصيل واحدة واحدة مع إيراد الأمثلة التي تبرز هذه المعالم في الصورة، وتشخص العناصر فيها٢، يقول: "تتكون عناصر الصورة من الدلالة للألفاظ والعبارات".

ويضاف إلى ذلك مؤثرات أخرى يكمل بها الأداء الفني، وهذه المؤثرات هي الإيقاع الموسيقي للكلمات والعبارات والصور والظلال، التي يشعها التعبير، ثم طريقة تناول الموضوع أي الأسلوب الذي تعرض به التجربة الأدبية والصورة المثيرة للالتفات، هي القادرة قدرة كاملة على التعبير عن تجارب الأديب ومشاعره، والتي تتجمع فيها روعة الخيال والموسيقى، ووحدة العمل الأدبي، وشخصية الأديب، وتخيره للألفاظ تخيرًا فنيًّا دقيقًا٣.

ويرى أيضًا أن العلاقات التي تكون بين ألفاظ الصورة تعد عنصرًا أساسيًّا من عناصر التصوير، وهو ما يسميه عبد القاهر الجرجاني بالنظم يقول:

"العلاقات الأسلوبية بين الألفاظ هي في رأي عبد القاهر موطن البلاغة،


١ النقد العربي الحديث ومذاهبه الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ص٤٦ الحلقة الثانية المحمدية.
٢ المرجع: من ص٤٦، ٥٤.
٣ المرجع: ٤.

<<  <   >  >>