للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي:

ويرى د. خفاجي "أن ما ذهب إليه د. غنيمي هلال في الصورة يؤدي إلى إهماله الفكرة من القصيدة أو من الصورة الكلية وهي كما نعلم عنصر أساسي من عناصر القصيدة، وركن ركين في بنائها الفني، بل يهمل بقية العناصر الأخرى من موسيقى وعاطفة وانفعال، وهذه مغالاة تؤدي إلى إهمال القيم النقدية التي يقوم عليها النص الأدبي، فيقول في هذا الرد:

"ويغالي بعض الكتاب فيجعل القصيدة صورة فقط، مهملًا الفكرة وغير ذلك من عناصر القصيدة كما فعل غنيمي هلال في كتابه المدخل حين ذهب إلى أن التجربة تكون بواسطة الصورة الكلية، أو الصورة الجزئية أي إن وسيلة التجربة هي الصورة"١.

وعلى ذلك يرى أن الصورة الأدبية هي التعبير بأسلوب جميل عن عاطفة الأديب سواء أكان عنصر الفكر هو العنصر البارز أو عنصر العاطفة هو الأوضح، والصورة هي الشكل في النص الأدبي وتقابل المضمون الذي هو الفكرة، وتشمل العبارة أي الأسلوب، والخيال الذي يلون العاطفة ويصورها٢"، ثم يضع ميزانًا دقيقًا في المعادلة بين الشكل والمضمون حيث لا يطغى أحدهما على الآخر وإلا خرج الكلام من باب الأدب فيقول:-

"فيجب على الأديب أن يوازن بينهما موازنة دقيقة فلا يطغى المضمون على


١ دراسات في النقد الأدبي: د. محمد عبد المنعم خفاجي ٢٩٣ طبعة أولى- المحمدية بالأزهر.
٢ النقد العربي الحديث ومذاهبه: الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ص٤٦ الحلقة الثانية المحمدية.

<<  <   >  >>