٢٣٤ - حَدَّثَنَا أبو طاهر مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد السماك، أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى القرشي، أنبأنا علي بْن الحسين أبو الفرج الأصبهاني، أخبرني أبو بكر الربيعي الشاعر، وكان كالمنقطع إلي، قَالَ: " دعانا أبو مُحَمَّد بْن الشار يوما، وكان فيه بخل على الطعام، ودعا جحظة، فطال حبسه للطعام جدا، فأخذ دواة ورقعة، وكتب إلي:
ما لي وللشار وأولاده ... لا قدس الوالد والوالده
قد حفظوا القرآن واستعملوا ... ما فيه إلا سورة المائده
ورمى بها إلي، فقراتها، وكان ابن الشار يقرأ، فأومأت بها إليه، فقرأها، ووثب خجلا، فقدم الطعام، وكان بعد ذلك يجهد جهده في أن يجيئه جحظة، فلا يفعل، ويقول لي: حتى يحفظ تلك السورة، ثم أجيئه "
٢٣٥ - قَالَ أبو الفرج: وحدثني جحظة، قَالَ: " دخلت على أبي مُحَمَّد بْن الشار أهنئه بدخول شهر رمضان، فسألني عن حالي ومن ألقى من إخواني، فأنشأت أقول، من المتقارب:
ركبت أطوف في الجانبين ... وأقطع عمر زمان الصيام
فلم ألق إلا صديقا يجود ... بطيب الكلام وحسن السلام