الفالوذجة قبل أن تمصر أصبهان، وقبل أن تدحى السوس، وقبل أن يوحي اللَّه إلى النحل "
١٦٠ - قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أخبرني علي بْن عبد اللَّه الفارسي، عن أَحْمَد بْن منصور المروذي، قَالَ: قَالَ لي الجاحظ وأنا أقرأ عليه كتابه في البخلاء، وتذاكرنا ما دقق الشعراء فيه من ذم البخل لا أعرف شيئا أبلغ في الهجاء بالبخل من قول أبي الشمقمق، من الدافر: "
وما روحتنا لتذب عنا ... ولكن خفت مرزئة الذباب
وقوله، من البسيط:
الحابس الروث في أعفاج بغلته ... خوفا على الحب من لقط العصافير
" قلت: أما البيت الأول فلم يسم لنا المهجو به، وقبله بيت هو، من الوافر:
شرابك في السحاب إذا عطشنا ... وخبزك عند مقتطع التراب