الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وسلام على النبي المصطفى،
ثم أما بعد.
فهذه الرسالة خطوات نحو منهج القرآن في تربية العقل. سقتها في صورة حوار، يجمع بين عمق الفكرة، ووضوح الأسلوب.
والبشرية اليوم أخفقت في وضع منهج بصير في التربية، بمقدار إخفاقها في فهم أسرار النفس الإنسانية.
وسوف تظل النفس الإنسانية لغزاً غامضاً يحطِّم غطرسة علماء الغرب والشرق، لأنًّ النفس الإنسانية فرع من الروح، التي أصدق ما قيل فيها:{قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} .
فليس بِدَعاً من القول أن نقول: إن الله وحده هو صاحب الصلاحية الفذة في تربية النفس وإصلاحها، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} .