للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ٢٤ سبأ.

فالخصم عندما يسمع هذا الكلام تتهيأ نفسه للبحث عن الطرف الناجي. ويتفتح عقله لقبول المناقشة (٣) .

فإذ تذكر مقدمة الآية وسأل نفسه:

من الذي يرزقنا من السموات - سحاباً - يحمل المطر إلى الذين يعيشون في الجبال العالية حيث لا تقوى الأنهار لرفع المياه إليهم ولا يقوى البشر إلا بشق الأنفس ويرزقنا من الأرض غذاء ودواء وكساء وزينة؟

إن استحضار هذه الصورة الذهنية، مع حيادية المناقشة هو أقرب لوصول العقل إلى الحقيقة.


(٢) قال الفخر الرازي عند تفسيره للآية: هذا إرشاد من الله لرسوله إلى المناظرات الجارية في العلوم وغيرها وذلك لأن أحد المتناظرين إذا قال للآخر الذي تقوله خطأ، وأنت باعتقاد ذلك مخطئ.
فإن الطرف الثاني يغضب، وعند الغضب لا يبقى سداد الفكر، وعند اختلال الفكر لا مطمع في الفهم فيفوت الغرض من المناقشة.
وأما إذا قال له بأن أحدنا لا شك في أنه مخطئ، والتمادي في الباطل قبيح، والرجوع إلى الحق أحسن، فإن الخصم يجتهد في النظر ويترك التعصب. "جـ ٢٥ ص ٢٥٧"

<<  <   >  >>