الحمد لله الذي أنزل الكتاب على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الذي بين لأمته طرق الجاهلية العمياء، ونهاهم عن سلوكها، وتركهم على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.
أما بعد: فإنا نهينا عن التشبه بأهل الجاهلية كما قال تعالى {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى} وثبت في صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ... » الحديث. إذا عرف هذا وأن ما عليه أهل الجاهلية مذموم إلا ما وافق الشرع، فالواجب على كل مسلم معرفه ذلك لئلا يقع فيه وهو لا يشعر، وقد جمعت أشياء من ذلك وهي عامة لأهل لجاهلية من أهل الكتاب وغيرهم، فإن قيل ألف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مسائل الجاهلية فما فائدة ما جمعته؟ فالجواب: أن هذه ما ذكرها الشيخ ثم ليعلم أن هذا ليس استدركًا عليه لأنه لم يذكر أنه جمع كل ما عليه أهل الجاهلية، وإنما ذكر أمورًا خالفهم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يدع المحصر حتى يقال إن هذا استدراك عليه.