إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلي الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فإن من توفيق الله- وله الحمد والشكر- أن يسر لفضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى- شرح كتاب (مقدمة التفسير) لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- وذلك عام ١٤٠٨هـ ضمن الدروس العلمية الني كان يعقدها- رحمه الله تعالى- في الجامع الكبير بمدينة عنيزة.
وقد طبع هذا الكتاب عام ١٤١٥هـ، واعتني بطبعته الأولي- مشكوراً - فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار فجزاه الله خيراً.
وقد روعي في هذه الطبعة تنفيذ القواعد والتوجيهات التي قررها فضيلة شيخنا- رحمه الله تعالي- لإخراج مؤلفاته وإعدادها للنشر.
ونود أن ننبه القارئ الكريم إلي أن جميع الحواشي- عدا العزو والتخريج للأحاديث- قد قرأها شيخنا من حاشيته، أو قرئت عليه أثناء الشرح.
نسأل الله تعالي أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، موافقاً لمرضاته، نافعاً لعباده، وأن يجزى فضيلة شيخنا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ويضاعف له المثوبة والأجر ويعلى درجته في المهديين، إنه سميع قريب.
وصلي الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، خاتم النبيين، وإمام المتقين، وسيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.