للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والحديث والمغازى أمور منقوله عن نبينا صلي الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، والنقل الصحيح يدفع ذلك؛ بل هذا موجود فيما مستنده النقل، وفيما يعرف بأمور أخرى غير النقل.

فالمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره، ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي، والملاحم، ولهذا قال الإمام أحمد: ((ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازي)) ويروي: ((ليس لها أصل)) أي: إسناد؛ لأن الغالب عليها المراسيل، مثل ما يذكره عروة بن الزبير (١) ، والشعبي (٢) ، والزهري (٣) ، وموسى بن عقبة (٤) ، وابن إسحاق (٥) ،

ومن بعدهم، كيحيي بن سعيد الأموي (٦) والوليد بن مسلم، والواقدي (٧) ونحوهم من كتاب المغازي.


(١) عروة: أحد الفقهاء السبعة ولد سنة ٢٩هـ وتوفي سنة٩٣هـ، وأخذ علم خالته عائشة، وروي عن على ومحمد بن اسلم، وأبي هريرة، لم يدخل نفسه في شيء من الفتن، وكان عالما ثبتاً مؤمناً.
(٢) الشعبي: هو عامر بن شراحيل الشعبي، توفي سنة ١٠٣هـ الإمام العلم، أدرك خمسائة من الصحابة، وولي القضاء لعمر بن عبد العزيز، وهو من شيوخ ابن سيرين والأعمش وشعبه، قال الفجلي: مرسل الشعبي صحيح.
(٣) الزهري، هو ابن شهاب الزهري محمد بن مسلم ولد سنة ٥٠هـ وتوفي سنة ١٢٤هـ أحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام، والمدون الأول لعلم السنة بإشارة عمر بن عبد العزيز، وكان يقول: ((ما استودعت قلبي شيئا فنسيته)) وهو من شيوخ مالك والليث بن سعد واضرابهما.
(٤) موسي بن عقبة: من أقدم مؤرخي المدينة، أخذ عن عروة بن الزبير، وعلقمة بن وقاص الليثي، قال مالك: ((عليكم بمغازي ابن عقبة فإنه ثقة وهي أصح المغازي، وتوفي في خلافة عبد الملك)) .
(٥) محمد بن إسحاق، هو ابن يسار المدني وقد سبق التعريف به..
(٦) يحيي بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي الحافظ الكوفي، أخذ العلم عن أبيه وهشام بن عروة وابن جريح، وأخذ عنه ابنه سعيد بن يحيي، والإمام أحمد، وإسحاق، وابن معين، توفي سنة ١٩٤هـ,
(٧) الوليد بن مسلم الأموي مولاهم، أي نسب إلي الأمويين، لأنه مولى لهم، أبو العباس الدمشقي عالم الشام، أخذ العلم عن محمد بن عجلان القرشي وهشام بن حسان، وثور بن يزيد والأوزاعي، وهو من شيوخ الإمام أحمد وإسحاق وابن مدين وأبي الخيثمة توفي سنة ١٩٥هـ

<<  <   >  >>