وفي " منوسمرتي " أشياء كثيرة حسنة وصالحة لأن يحكم
بها، وفيها من الآداب المرعية الطيبة وقواعد السلوك
الحسن والأصول شيء كثير يصلح لكل العصور، وفيها من
الأحكام الشرعية ما هو صالح بالنسبة للعصور التي وضعت
فيها وما بعدها.
ولكن " منوسمرتي " من ناحية العقيدة يحوي ما يدل
على أساطير وخرافات ووثنيات وشركيات، ويذكر المترجم
لفظ الجلالة ترجمة لكلمة " الإله " الأعظم عند الهندوكية،
وما أحسب أنهم يريدون، (الله" جل جلاله، فصفات الإله
الأعظم لا تمت كلها إلى الوحدانية كما نفهمها، ففي تلك
الصفات ما لا يتفق مع كمال الله تبارك وتعالى، فالهندوكية
تقرر تعدد الآلهة، وهم لديها كثير، ولكن (برماتما" سيِّد
كل الآلهة، ويصفه الترجم بأنه واجب الوجود، وهو
وصف لا يصلح لغير الله جل جلاله، فالإله الهندوكي
الأعظم برماتا يحويه زمان ومكان وبدء ونهاية، ففى ترجمة
المترجم في أول الكتاب تحت عنوان " خلقة العالم " هذه
العبارات (ص ١٠ - ١١) : * ثم بدا له أن يخلق المخلوقات
من جسمه، فخلق - أولاً - الماء بالفكر، ثم ألقى فيه
بذرته ".
و"فصارت هذه البذرة بيضة ذهبية لها لمعان