للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما بلغ الثانية والعشرين اتخذ التعليم مهنة له، ويعلم

الطلاب تلقاء أجرة يدفعونها، أما الفقراء فما كان يأخذ

منهم أجرا، وكان يدرِّس الأدب والتاريخ والموسيقى،

وبيَّنَ سببا اختياره قائلاً: الأدب يهذب خلق الإنسان،

والتاريخ يزوده بالعظة والاعتبار، والموسيقى تعطر

حياته.

وانضم إلى طلبته أميران، ثم اصطحباه إلى العاصمة،

فوجد الفرصة مهيأة له لينمي معارفه من مكتبة القصر،

فتزود منها، وتضلع مما تحوي من المعارف الإنسانية،

واستمتع بموسيقى القصر.

ولقي في العاصمة " لاوتسى " المعلم أو الحكيم " لاو "

الذي كان أكبر حكماء عصره، ولم يرحب بكنفوشيوس،

ولكن كونفوشيوس غادره وهو سعيد، لأن ما سمع منه

اعتبره نصحاً ثميناً أفاد منه في حياته.

وكان يلقي درسه ارتجالاً، ولا يدوّن شيئاً، وكذلك

كان حتى آخر حياته، وكان يستلهم الأحداث والحوادث في

دروسه وعظاته، فرأى ذات مرة امرأة تبكي على قبر ضم

زوجها ووالده وابنها، فدهش فقالت له: إن المكان كثير

النمور وقد افترستهم، فقال لها: وما يجبرك على السكن مع

<<  <   >  >>