أيضاٌ عبيداً آخرين قائلاً: هو ذا غدائي أعددته، ثيراني
ومسمناتي قد ذبحت، وكل شيء مُعَدٌّ، تعالوا إلى العرس،
ولكنهم تهاونوا ومضوا، واحد إلى حقله، وآخر إلى
تجارته، والباقون أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم، فلما
سمع الملك غضب وأرسل جنوده وأهلَكَ أولئك القاتلين
وأحرق مدينتهم، ثم قال لعبيده: أما العرس فمستعد،
وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين، فاذهبوا إلى مفارق
الطرق، وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس، فخرج
أولئك العبيد إلى الطرق، وجعوا كل الذين وجدوهم
أشراراً وصالحين، فامتلأ العرس، الخ ".
وليس في هذا المثل الذي ضربه المسيح برهان على أن
المسيح نفسه هو المرسل إلى غير اليهود، فالمقصود بالملك
الداعي هو الله الذي أرسل عبيده - أي رسله - فلم
يستجب المدعوون للدعوة، فأعاد بعث عبيد غير الأولين
فقتلهم المدعوون، فأرسل جنوده وهم غير العبيد،
ينتقمون للقتلى، وبعد ذلك أرسل عبيده إلى مفارق
الطرق فجمعوا الناس وامتلأ بهم العرس.
فهو من المرسلين في الدفعة الثانية، فقتلهم المدعوون،
وقد قتل اليهود المسيح - كما زعموا هم والمسيحيون في
أسفارهم المقدسة - فانتقم الله بقتلهم.