الشمس أو الأرض على حالها وطبيعتها.
ويدرك الإسلام أن جديداً كثيراً من الأحكام
والأشياء سيجدُّ على البشرية فوضع الأصول التي لا يعتريها
التغيير، ووضع لا يجدُّ قواعد وأصولاً، وجعل باب
الاجتهاد مفتوحاً على الدوام، فيضع الإنسان للجديد ما
يناسبه ويصلح له، دون أن يكون هذا الجديد الموضوع من
قبل الفكر الإنساني الطُّلعة العبقري إضافة إلى الأصول
الثابتة، بل هو فرع يصدر عنها، وموصول بها.
قد تحتاج المدينة إلى طريق تمهده، فتدعو الحاجة
عندما تتسع المدينة وتكبر إلى مدِّ الطريق، وقد يكون ما
يضاف إلى الطربق القديم أكثر طولاً وعرضاً، وما يسمى
هذا الجديد المضاف بديلاً عنه ولا نقصاً فيه، لأنه مدٌّ
اقتضته الحاجة، كذلك الجديد من الأحكام.
وأصول الشريعة الإسلامية تفتح الباب لاستقبال كل
جديد، وسيرى القارئ في الفصل المعقود بعنوان
" وفاء الفقه الإسلامي لهذا العصر وكل عصر "
مصداق ذلك.
وصلاح الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان أمر
أثبته الواقع، فقد صلُحت لحكم الحجاز وجزيرة العرب،
ولما اتسع الفتح الإسلامي ثبت صلاحها لأعظم الأقطار