للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - حَدِيث سعيد بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ: لما رَأَتْ الْأَنْصَار أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم يزْدَاد ثقلا أطافوا بِالْمَسْجِدِ، فَدخل الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فَأعلمهُ بمكانهم وإشفاقهم، ثمَّ دخل عَلَيْهِ الْفضل فَأعلمهُ بِمثل ذَلِك ثمَّ دخل عَلَيْهِ عَلّي رَضِي الله عَنهُ فَأعلمهُ بِمثلِهِ، فَمد يَده وَقَالَ «هَا» فتناولوه، فَقَالَ «مَا تَقولُونَ!» قَالُوا: نقُول: نخشى أَن تَمُوت، وتصايح نِسَاؤُهُم لِاجْتِمَاع رِجَالهمْ إِلَى النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فثار رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج متوكئا عَلَى عَلّي وَالْفضل، وَالْعَبَّاس أَمَامه، وَرَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم معصوب الرَّأْس يخط برجليه حَتَّى جلس عَلَى أَسْفَل مرقاة من الْمِنْبَر، وثاب النَّاس إِلَيْهِ فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ «أَيهَا النَّاس إِنَّه بَلغنِي أَنكُمْ تخافون عَلَى الْمَوْت كَأَنَّهُ استنكار مِنْكُم للْمَوْت، وَمَا تنكرون من موت نَبِيكُم ألم أنع إِلَيْكُم وتنعى إِلَيْكُم أَنفسكُم؟ هَل خلد نَبِي قبلي فِيمَن بعث فأخلد فِيكُم؟ أَلا إِنِّي لَاحق بربي وَإِنَّكُمْ لاحقون بِهِ وَإِنِّي أوصيكم بالمهاجرين الْأَوَّلين خيرا وَأَوْصَى الْمُهَاجِرين فِيمَا بَينهم فَإِن الله عز وَجل قَالَ {وَالْعصر إِن الْإِنْسَان لفي خسر إِلَّا الَّذين آمنُوا} - إِلَى آخرهَا - وَإِن الْأُمُور تجْرِي بِإِذن الله فَلَا يحملنكم استبطاء أَمر عَلَى استعجاله، فَإِن الله عز وَجل لَا يعجل لعجلة أحد وَمن غَالب الله غَلبه وَمن خَادع الله خدعه {فَهَل عسيتم إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض وتقطعوا أَرْحَامكُم} وأوصيكم بالأنصار خيرا فَإِنَّهُم الَّذين تبوءوا الدَّار وَالْإِيمَان من قبلكُمْ أَن تحسنوا إِلَيْهِم ألم يشاطروكم الثِّمَار ألم يوسعوا عَلَيْكُم فِي الديار ألم يؤثروكم عَلَى أنفسهم وبهم الْخَصَاصَة؟ أَلا فَمن وَلَّى أَن يحكم بَين رجلَيْنِ فليقبل من محسنهم وليتجاوز عَن مسيئهم، أَلا وَلَا تستأثروا عَلَيْهِم أَلا وَإِنِّي فرط لكم وَأَنْتُم لاحقون بِي، أَلا وَإِن مَوْعدكُمْ الْحَوْض، حَوْضِي أعرض مِمَّا بَين بصرَى الشَّام وَصَنْعَاء الْيمن، يصب فِيهِ ميزاب الْكَوْثَر، مَاؤُهُ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وألين من الزّبد وَأَحْلَى من الشهد، من شرب مِنْهُ لم يظمأ أبدا، حصباؤه اللُّؤْلُؤ وبطحاؤه الْمسك، من حرمه فِي الْموقف غَدا حرم الْخَيْر كُله، أَلا فَمن أحب أَن يردهُ عَلّي غَدا فليكفف لِسَانه وَيَده إِلَّا مِمَّا يَنْبَغِي» فَقَالَ الْعَبَّاس: يَا نَبِي الله أوص بِقُرَيْش! فَقَالَ "إِنَّمَا أَوْصَى بِهَذَا الْأَمر قُريْشًا وَالنَّاس تبع لقريش برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم، فَاسْتَوْصُوا آل قُرَيْش بِالنَّاسِ خيرا، يَا أَيهَا النَّاس إِن الذُّنُوب تغير النعم وتبدل الْقسم، فَإِذا بر النَّاس برهم أئمتهم وَإِذا فجر النَّاس عقوهم قَالَ الله تَعَالَى {كَذَلِك نولى بعض الظَّالِمين بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

فِي خُرُوجه متوكئا معصوب الرَّأْس يخط رجلَيْهِ حَتَّى جلس عَلَى أَسْفَل مرقاة من الْمِنْبَر. فَذكر خطبَته بِطُولِهَا هُوَ حَدِيث مُرْسل ضَعِيف وَفِيه نَكَارَة وَلم أجد لَهُ أصلا وَأَبوهُ عبد الله بن ضرار بن الْأَزْوَر تَابِعِيّ. رَوَى عَن ابْن مَسْعُود قَالَ أَبُو حَاتِم فِيهِ وَفِي أَبِيه سعيد لَيْسَ بِالْقَوِيّ.

<<  <   >  >>