للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا تنكحي إن فرّق الدّهر بيننا ... أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا

فهذا يأمرها بتزويج الأنزع القليل شعر القفا والوجه.

ولا أرى فيه عيباً أيضاً لأنّ إنّما قال ذلك ليذكّرها جمال نفسه ليزهدها في غيره.

وأمّا قول نصيبٍ:

أهيم بدعدٍ ما حييت وإن أمت ... فيا ليت شعري من يهيم بها بعدي

فإنّي لم أجد له تأويلاً. وعاب ذلك عليه عبد الملك بن مروان، وقال لجلسائه: أو لو كنتم قائلين هذا البيت ما كنتم تقولون؟ قالوا: لا ندري، فكيف كان أمير المؤمنين قائلاً: قال: كان يقول:

أهيم بدعدٍ ما حييت فإن أمت ... فلا صلحت دعد لذي خلّةٍ بعدي

وكان الرّجل من العرب إذا خرج مسافراً بدأ بالشّجرة يعقد خيطاً على ساقها أو على غصنً من أغصانها، فإذا رجع إلى أهله بدا إلى الشّجرة فنظر إلى الخيط، فإن كان منحلّاً حكم أنّ امرأته خانته، وإن كان على حاله حكم أنّها حفظته.

<<  <   >  >>