للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فمعنى الأصل اصطلاحاً يطلق على الدليل، ويطلق على القاعدة المستمرة،

ويطلق على الراجح ويطلق على الصورة المقتبس عليها إلى آخره.

وليس هناك ما يحدد معنى من تلك المعانى بخصوصها، بل إن السياق

والسباق هو الذى يحدد لنا تلك المعانى فى كل علم من العلوم.

- ١٧ -

وبالنسبة لترادف المصطحات، وقد ضربنا من قبل مثلاً حول الواجب

والفرض، فالواجب والفرض كما يقول البيضاوي مترادفان بينما قالت الحنيفة:

إن الواجب ما ثبت بدليل ظنى، والفرض ما ثبت بدليل قطعى.

فالواجب والفرض عند الجمهور أو عند مدرسة الرازي أوعند الشافعية

مترادفان فلو أطلقت كلمة الواجب أو الفرض عند جمهور الأصوليين، سنجد أن معناهما واحد، وكذلك الحال فى السلم والسلف، "والمساقاة والمعاملة" "والمزارعة والمخابرة" فهذه كلها ألفاظ ترادفت وأصبحت مصطحات مترادفة

سواء فى الأصول أوفى الفقه أو فى غيرهما من العلوم.

- ١٨ -

أما بالنسبة لمسألة تداخل المصطحات فى العلم التراثي الواحد، وأعنى

بتداخل المصطلحات أى تشابكها، أى أن يكون للمصطح الواحد عدة معان، ويكون لبعض هذه المعانى مصطحات أخرى، وتلك المصطحات لها معان أخرى أيضاً بسبب من الأسباب السابقة وغيرها، ومثال ذلك كلمة العلة والسبب.

فالعلة لها تعريف أو تعريفات والسبب كذلك له تعريفات، والجمهور يرى أنهما مترادفان وعلى ذلك يمكن أن أعرف السبب أو أعرف العلة، بما أعرف به الآخر لأنهما مترادفان، ولكن الأحناف يرون أن العلة مؤثرة، وأن السبب معرف وعلى ذلك تفترق العلة عن السبب.

ثم نرى أن السبب له أيضاً تعريفات أخرى، وأن العلة لها تعريفات أخرى،

ومن هنا تتشابك الأمور تشابكاً دقيقا، لا يستطع حله سوى المتخصصين فى

<<  <   >  >>