(طلبت امرأة من الرسول - صلى الله عليه وسلم - إقامة الحدّ عليها) .......... ٤٠
رواه مسلم رقم (١٦٩٥) وأبو داود رقم (٤٤٣٣) و (٤٤٣٤) و (٤٤٤٩) من حديث بريدة رضي الله عنه قال: إن ماعز بن مالك الأسلمي- فذكر الحديث إلى أن قال:
فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله إني قد زنيت، فطهرني، وأنه ردّها، فلما كان من الغد قالت: يا رسول الله، لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزا، فوالله إني لحبلى، قال:«إمّا لا، فاذهي حتى تلدي»، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدته، قال:«فاذهي فأرضعيه حق تفطميه»، فلما فطمته، أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يانبي الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر، فرمى رأسها، فتنضّح الدم على وجه خالد، فسبّها، فسمع نبي الله - صلى الله عليه وسلم - سبّه إياها، فقال:«مهلاً يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكسٍ لغفر له»، ثم أمر بها فصلّي عليها ودفنت.
ورواه مسلم رقم (١٦٩٦) والترمذي رقم (١٤٣٥) وأبو داود رقم (٤٤٤٠) و (٤٤٤١) والنسائي (٦٣/ ٤) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: إن امرأة من جهينة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي حبلى من الزنا، فقالت: يا رسول الله، أصبت حدّا فأقمه عليّ، فدعا نبي الله وليّها فقال:«أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني، ففعل، فأمر بها نبي الله فشدّت- وفي رواية: فشدّت عليها ثيابها- ثم أمر بها فرجمت، ثم صلي عليها، قال عمر: أتصلي عليها وقد زنت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجلّ؟».
(١) خرجها عبد الله محمد الدرويش (أبو الفداء الناقد).