كما أسأل ربي العظيم أن يوحد كلمة المسلمين دائماً، وأن يصرف عنهم عدوهم، وأن يجمع شتات المسلمين تحت راية واحدة، وأن يصرف عنهم التمزق، وأن يعْظُمَ في قلوبهم أمر ربهم وشعائره، وأن يعود المتردد في الخطأ إلى عظيم الالتزام، وإلى كريم الأخلاق. آمين.
هذا ولم يسعفني الوقت والجهد على مقابلة هذا الكتاب على مخطوطة، فاعتمدت على نسخة مطبوعة لدار التراث طبعت سنة ١٣٩٩ هـ، فما صححه اعتمدته، وبينت تصحيحه أو وصفه لما وجده على هامش الأصل عنده، لأنه هو الذي اطلع على أصل الكتاب، وقد أشرت إلى ذلك بالرمز (أ) .
هذا وقد رقمت الأحاديث للتوضيح، مع وضع * أمام الرواية التي من قول الصحابي موقوفاً غير أنها من الروايات التي لا تروى من قبيل الرأي بل هي من قبيل ما يرجح رفعه. ووضعت ** أمام الرواية التي هي من قول تابعي فأقل وهي من قوله لأنها ليست من قبيل الرفع، ولا أستطيع أن أقول أنها يرجح رفعها لأن بعد الصدر الأول دخلت روايات عن أهل الكتاب فاختلط الأمر. وراجع إن تيسر لك مقدمة كتابنا (مختصر المصنف لعبد الرزاق) أو (مختصر مصنف ابن أبي شيبة) .
والله الهادي إلى سواء السبيل.
وكتب
المستعصم بالله أبو هريرة
مصطفى بن علي بن عوض جعفر
كلمة عن المؤلف
الحارث بن أسد المحاسبي
نعته الذهبي في السير بقوله: الزاهد العارف شيخ الصوفية أبو عبد الله الحارث بن أسد البغدادي المحاسبي صاحب التصانيف الزهدية.
قال الخطيب: له كتب كثيرة في الزهد وأصول الديانة والرد على المعتزلة والرافضة.
قال الجنيد: خلف له أبوه مالاً كثيراً فتركه، وقال: لا يتوارث أهل ملتين وكان أبوه واقفياً.
قال أبو الحسن بن مقسم: أخبرنا أبو علي بن خيران قال: رأيت المحاسبي معلقاً بأبيه، يقول: طلق أمي فإنك على دين وهي على غيره.