قد يقول قائل: إن الرزق محدد مكتوب ما يزيد ولا ينقص، والأجل؟ {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [(٣٤) سورة الأعراف] والملك يكتب، يكتب الرزق والأجل وشقي أم سعيد، يكتبهم في بطن أمه، فكيف هنا يدل على أن الرزق يزاد؟ بدل من أن يكون رزقه المكتوب في عمره كله كذا ألف يزيد إيش المانع؟ وبدلاً من أن يكون عمره ستين سنة يصير سبعين إذا وصل رحمه، هذا مفاد الحديث، ولذا من أهل العلم من يرى أن الزيادة حسية، في البابين، حسية، وهذا المكتوب وهذه الزيادة لا شك أن فيها نوع معارضة في الظاهر لما ثبت في اللوح المحفوظ، إذا كانت الزيادة حقيقية، عمره ستين سنة زيدوه عشر، بسبب الصلة، فأين ذلك من قوله -جل وعلا-: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [(٣٤) سورة الأعراف] أما بالنسبة للآية فهي إذا جاء الأجل، والحديث فيما إذا لم يحضر الأجل، هذه الزيادة عند من يقول: أنها زيادة حسية حقيقية، يقول: ما المانع أن ما في أيدي الملائكة، وما يطلع عليه الملائكة في اللوح المحفوظ يمكن أن يتغير، أما ما في علم الله -جل وعلا- فإنه لا يتغير؛ لأن الله كتب له من الأصل علم -جل وعلا- أنه يصل رحمه، ويكون عمره سبعين، وأبدى لملائكته ستين إن وصل سبعين، فيصل، فالمتغير ما في علم الملائكة، أما ما في علم الله -جل وعلا- فإنه لا يتغير؛ لأنه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون؟ لا تخفى عليه خافية، من أهل العلم من يرى أن الزيادة معنوية وليست حقيقية؛ لأن الآجال محددة، مقدرة لا تزيد ولا تنقص؛ لكنها معنوية، كم من شخص عاش أربعين خمسين سنة أنجز في هذه السنين ما ينجزه غيره في مائة سنة أو أكثر؟ نعم كم؟ يعني إذا وجدنا الأئمة الكبار إذا قسنا مؤلفاتهم بأعمارهم وجدنا شيء ما يخطر على بال، لو قسناه بأنفسنا، يعني لو قسمت المؤلفات ابن الجوزي مثلاً على عمره باليوم وجد له من المؤلفات في كل يوم تسع كراريس، كثيرة جداً؟ النووي مات عن خمس وأربعين سنة، وش ترك من التراث؟ من العلم النافع؟ شيخ الإسلام ولد سنة واحد وستين وستمائة، يعني تسع وثلاثين وثمان وعشرين كم؟ سبعة وستين