ومقتضى ذلك أننا نطلب العز من الله سبحانه، ونتقي من الذل بالله عزَّ وجلَّ، فلا يمكن أن يذل أحد والله تعالى وليه، فالمهم هو تحقيق هذه الولاية. وبماذا تكون هذه الولاية؟
هذه الولاية تكون بوصفين بيّنهما الله عزَّ وجلَّ في كتابه، فقال عزَّ وجلَّ:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}[يونس: ٢٦، ٣٦] ، وصفات أحدهما في القلب، والثاني في الجوارح. (الذين آمنوا) في القلب، (وكانوا يتقون) هذه في الجوارح، فإذا صلح القلب والجوارح؛ نال الإنسان الولاية بهذين الوصفين، وليست الولاية فيمن يدعيها من أولئك القوم الذين يسلكون طرق الرهبان وأهل البدع الذين يبتدعون في شرع الله ما ليس منه، ويقولون نحن الأولياء. فولاية الله عزَّ وجلَّ التي بها العز هي مجموعة في هذين الوصفين: الإيمان والتقوى. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أخذًا من هذه الاية:{الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}[يونس: ٣٦] ، «من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا» ، وصدق رحمه الله؛ لأن هذا الذي دلَّ عليه القرآن.