بالقدر الكافي من الإمكانيات الحضارية حتى لتحقيق لقمة عيشه؟ كيف يستطيع إنقاذ الآخرين؟ وكيف يتطلع لهذه الرسالة؟.
إذا تساءلنا هذا السؤال يجب علينا أيضاً أن نتساءل
بهذا المنطق نفسه: لماذا استطاع ذلك أولئك الأعراب الفقراء في عهد محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ لماذا قام أولئك الأعراب الفقراء الأميون بإنقاذ الإنسانية وشعروا أنهم جاؤوا من أجل إنقاذها؟ فقد كانوا يعلنون هذا في أقوالهم ومخاطباتهم للآخرين سواء من أهل الفرس أو من أهل روما. كانوا يقولون لهم: لقد أتينا لننقذكم. إنهم لم يشعروا بمركب النقص. لماذا لم يشعروا بمركب النقص؟ لأن الإمكانيات الحضارية المتكدسة أمامهم في فارس أو في بيزنطة أو في روما لم تفرض عليهم النقص، وبعبارة أخرى لم تبهرهم، كانوا يشعرون أمام الإمكانيات الحضارية المتكدسة، بإرادة حضارية تفوق كثيراً ما تبقى منها لدى المجتمعات المتحضرة في ذلك العصر. كذلك الحال اليوم لو أننا عقدنا موازنة. فليس إذن من