على طريق الرسالة تبلغ الأجل الذي أجله الله لها، فمرَّ ببيروت عام ١٩٧١م، ثم بطرابلس لبنان، وأودعني - رحمه الله- وصية سجلها في ١٦ ربيع الثاني ١٣٩١هـ الموافق ١٠ حزيران (يونيو) ١٩٧١م في المحكمة الشرعية في طرابلس، حملني فيها مسؤولية الحفاظ على أفكاره والإذن بنشر كتبه.
ثم عاد في العام التالي عام ١٩٧٢م، فمرَّ بدمشق
وهو قافل من رحلة الحج الأخيرة، ليقف على منبرها الفكري، ويلقي وصيته الأخيرة في رحاب مسجد المرابط، وفي هذا ما فيه من دلالة جغرافية وفكرية معاً. أما الجغرافية فلأنه كان يشعر بأهمية دمشق وسورية على وجه العموم بصفتها موقعاً جغرافياً ملائماً، مارس دوره التاريخي في نشر الأفكار، التي أثرت في مسيرة الأمة العربية منذ بداية هذا القرن. وأما الدلالة الفكرية الخاصة، فلأن الحديث عن رسالة المسلم في الثلث الأخير من القرن، قد استلهم روحه في بيت من