٣١٩٨ - فَوَجَدْنَا أَبَا أُمَيَّةَ قَدْ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا فَيْضُ بْنُ الْفَضْلِ السُّحَيْمِيُّ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهُوَ فَخِذٌ مِنْ بَجِيلَةَ، وَهُمْ مِنْ رَهْطِ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي، لِأَنَّ أَبَا يُوسُفَ مِنْ بَجِيلَةَ حَلِيفَ الْأَنْصَارِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ وَلَدُوهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوقٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آتٍ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنِّي مُطَاعٌ فِي قَوْمِي، فَبِمَ آمُرُهُمْ؟، قَالَ: " مُرْهُمْ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَقِلَّةِ الْكَلَامِ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِمْ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَمَّ أَنْهَاهُمْ؟ قَالَ: " انْهَهُمْ عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ , وَإِضَاعَةِ الْمَالِ "، يَعْنِي بِالْمَالِ الْحَيَوَانَ أَنْ لَا يُضَيَّعَ وَيُحْسِنَ إلَيْهِمْ، هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ: " وَانْهَهُمْ عَنْ عُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ ". ⦗٢٢٤⦘ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ , وَإِنْ كَانَ مَدَارُهُ عَلَى السَّرِيِّ بْنِ إسْمَاعِيلَ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ مَنْ تَكَلَّمَ، فَإِنَّهُ شَيْخٌ قَدِيمٌ، قَدْ رَوَى عَنْهُ الْجُلَّةُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَمِنْ غَيْرِهِمْ , وَلَيْسَ بِمَتْرُوكِ الْحَدِيثِ. فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهْيُهُ عَنْ إضَاعَةِ الْمَالِ، وَتَأْوِيلُ إضَاعَةُ الْمَالِ عَلَى الْحَيَوَانِ أَنْ لَا يُضَيَّعَ , وَأَنْ يُحْسِنَ إلَيْهِمْ , وَكَانَ هَذَا التَّأْوِيلُ حَسَنًا ; لِأَنَّ الْقِيَامَ بِهِمْ فِيمَا لَا تَقُومُ أَنْفُسُهُمْ إِلَّا بِهِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْكِسْوَةِ أَعْنِي فِي بَنِي آدَمَ وَمِنَ الْعَلُوفَاتِ فِي سَائِرِ الْحَيَوَانَاتِ وَاجِبٌ عَلَى مَالِكِيهِمْ لَهُمْ، وَكَانَ مَالِكُوهُمْ إنْ قَصَّرُوا عَنْ ذَلِكَ آثِمِينَ , وَبِهِ مَأْخُوذِينَ. وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ مَا قَدْ رُوِيَ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا كَانَ مِنْهُ عِنْدَ مَوْتِهِ مِنَ الْوَصِيَّةِ لِلنَّاسِ بِمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ، مَعَ وَصِيَّتِهِ إيَّاهُمْ بِالصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ عَلَيْهِمْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute