٥٩٨٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُنْ سَيِّدَكُمْ، فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ " ⦗٢٤٨⦘ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَتَأَمَّلْنَا مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَوَجَدْنَا السَّيِّدَ الْمُسْتَحِقَّ لِلسَّؤْدَدِ هُوَ الَّذِي مَعَهُ الْأَسْبَابُ الْعَالِيَةُ الَّتِي يَسْتَحِقُّ بِهَا ذَلِكَ، وَيَبِينُ بِهَا عَمَّنْ سِوَاهُ مِمَّنْ سَادَهُ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ لَمَّا أَقْبَلَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ بَعْدَ أَنْ حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، بِمَا كَانَ حَكَمَ بِهِ فِيهِمْ، وَبَعْدَ أَنْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُكْمِهِ ذَلِكَ: " لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ " , وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِهِ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَّا فِي كِتَابِنَا هَذَا. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي سَلَمَةَ: " مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ "؟ قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ ثُمَّ ذُكِرَ بِالْبُخْلِ فَقَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ سَيِّدُكُمْ وَلَكِنَّ سَيِّدَكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ. وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ أَيْضًا بِإِسْنَادِهِ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَّا فِي كِتَابِنَا هَذَا، وَكَمَا قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: " أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ ⦗٢٤٩⦘ سَيِّدَنَا " يَعْنِي بِلَالًا. كَمَا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، ثُمَّ ذَكَرَهُ. فَكَانَ مَنْ يَسْتَحِقُّ هَذَا الِاسْمَ وَالْكَوْنَ بِهَذَا الْمَكَانِ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ، وَكَانَ الْمُنَافِقُ بِضِدِّ ذَلِكَ، وَلَمَّا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَسْتَحِقَّ بِهِ أَنْ يَكُونَ سَيِّدًا، وَكَانَ مَنْ سَمَّاهُ بِذَلِكَ وَاضِعًا لَهُ بِخِلَافِ الْمَكَانِ الَّذِي وَضَعَهُ اللهُ بِذَلِكَ، وَكَانَ بِذَلِكَ مُسْخِطًا لِرَبِّهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute