كتاب شرح مشكل الآثار

الجزء ١٥ - باب بيان مشكل ما روي في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم، وما كان من النبي صلى الله عليه وسلم عند نزولها مما أعلم الناس به المراد بها - ج: 15 - ص: 433

وَوَجَدْنَا يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَلَمْ يَرْفَعْهُ، قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، قَالَ: " اللُّوَاطَةُ الصُّغْرَى ". وَفِي هَذَا الْبَابِ آثَارٌ أُخَرُ فِي تَحْرِيمِ هَذَا الْمَعْنَى تَرَكْنَاهَا إِذْ كَانَ ⦗٤٣٤⦘ فِي أَسَانِيدِهَا مَا يَمْنَعُ قَبُولَهَا. ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى تَأْوِيلِ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: ٢٢٣] . فَوَجَدْنَا الْحَرْثَ إِنَّمَا يُطْلَبُ مِنْهُ النَّسْلُ، وَكَانَ النَّسْلُ مَوْجُودًا فِي الْوَطْءِ فِي الْفَرْجِ، وَمَعْدُومًا فِي الْوَطْءِ فِي غَيْرِهِ، فَدَلَّ أَنَّ الْمُرَادُ فِيهَا هُوَ مَا أُبِيحَ مِنْهَا، مِمَّا يَكُونُ عَنْهُ النَّسْلُ، لَا مَا لَا يَكُونُ عَنْهُ نَسْلٌ، وَهَكَذَا كَانَ الْفُقَهَاءُ الْكُوفِيُّونَ جَمِيعًا يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ فِي هَذَا الْبَابِ.