المسيح إن كان هو المتكلم فالمسيح هو الأب وإن كان هو الكلمة فالكلمة صفة لا تفارق الموصوف وتحل بغيره وإن كان كما قالوا: إنه أنزل عليه كلام الله وإنه ظهر فيه نور الله كما يظهر شعاع الشمس على وجه الأرض فهذا حق يوافقهم فيه المسلمون وهو يبطل قول النصارى من وجهين:
أحدهما: أنه لا فرق في ذلك بين المسيح وغيره من الرسل فإن موسى وإبراهيم وغيرهما بهذه المنزلة.
الثاني: أن الشمس نفسها لم تحل في الأرض ولا النور الذي قام بها فارقها وانتقل إلى الأرض، ولكن إذا قابلتها الأجسام انعكس عليها شعاعها، فالشعاع الحاصل على الأرض ليس هو عين ما قام بالشمس، بل حدث بسبب المقابلة كما أن السراج إذا كان في البيت حصل على الأرض والحيطان والسقف نور ينعكس من شعاع السراج، ونفس النار الخارجة من السراج لم ينفصل عنها شيء ولا قامت صفتها بغيرها، وتلك النار عين قائمة بنفسها والضوء الذي على الحيطان صفة