وسبب ذلك أن المذهب في نفسه باطل بصريح العقل وذلك أنهم يقولون: بسم الأب والابن وروح القدس إله واحد، ويقولون: الأحدي الذات الثلاثي الصفات، ويقولون: إن المتحد بالمسيح هو الابن، ويقولون: إن الرب هو جوهر واحد وله ثلاثة أقانيم، والأقنوم يفسرونه تارة بالشخص، وتارة بالصفة، إذ المذهب في نفسه متناقض، وقولون: الأب هو أقنوم الوجود، والابن أقنوم الكلمة، والعلم وروح القدس أقنوم الحياة، فيكون المراد: أنه موجود حي متكلم، ومنهم من يقول غير ذلك. وقد كان من طوائفهم المتقدمين من أنكر عليهم هذا وجرت بينهم مخاصمات ومنازعات ودخلت عليهم الملوك وصاروا يعاقبون من أمرهم بالتوحيد.