طهارة ظاهر البدن بالماء، وطهارة الباطن من الذنوب والخطايا، وإتمام النعمة إنما يحصل بمغفرة الذنوب والخطايا وتكفيرها، كما قال تعالى لنبيه (: (ليغفرَ لك الله ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر ويُتِمَّ نعمتَه عليك) ، وقد استنبط هذا المعنى محمد بن كعب القرظي، ويشهد له الحديث الذي خرجه الترمذي وغيره عن معاذ أن النبي (سمع رجلاً يدعو، يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة. فقال له:" أتدري ما تمام النعمة؟ ". قال: دعوةٌ دعوت بها، أرجو بها الخير. فقال النبي (:" إن تمام النعمة: النجاة من النار، ودخول الجنة ". فلا تتم نعمة الله على عبده إلا بتكفير سيئاته.
وقد تكاثرت النصوص عن النبي (بتكفير الخطايا بالوضوء كما في صحيح مسلم عن عثمان رضي الله عنه أنه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله (توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: " من توضأ هكذا غُفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة ".
وفيه أيضاً عن النبي (قال:" من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ".