وبالجملة فالجلوس في المسجد للطاعات له فضل عظيم، وفي حديث أبي هريرة عن النبي (قال: " لا يوطن رجل المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله عز وجل كما يتبشبش أهل الغائب إذا قدم عليهم غائبهم ".
وروى دراج عن أبي الهيثم عن أبي سع عن النبي (قال: " من ألف المسجد ألفه الله ". وقال سعيد بن المسيب: من جلس في المسجد فإنما يجالس الله عز وجل وصحّ عن النبي (أنه عدّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: " رجل قلبه معلّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود ".
وإنما كان ملازمة المسجد مكفراً للذنوب لأن فيه مجاهدة للنفس، وكفّاً لها عن أهوائها فإنها لا تميل إلا إلى الإنتشار في الأرض لابتغاء الكسب أو لمجالسة الناس ومحادثتهم أو للتنزه في الدور الأنيقة والمساكن الحسنة ومواطن النّزه